للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفكرية، كل هذه أثارت التفكير والتساؤل عن سلطان الكنيسة العقلي، وهزت العزلة التي عاشتها الحياة العقلية في الغرب" (١). وأبرز حركة فكرية ظهرت في هذه الفترة نتيجة للمظاهر السابقة، هي الحركة الكلامية المدرسية " Scholosticism"، والهدف من هذه الحركة المدرسية "الاستعانة بالعقل في الدفاع عن العقيدة، وتقوية الحياة الدينية والكنسية عن طريق تقوية المواهب العقلية، والقضاء على الشك والإلحاد والهرطقة عن طريق المناقشة" (٢).

وطبيعة هذه الحركة "تنطبق عليها خصائص الطريقة أكثر من خصائص الفلسفة. . . فهي أولًا وقبل كل شيء طريقة للتدريس والتأليف واختبار الحقائق وتمحيصها وتدعيمها والتدليل عليها والتوفيق بين الأقوال والتعاليم الدينية التي تبدو متعارضة" (٣).

ومن المميزات التي تميزت بها هذه الحركة "الإعلاء من شأن فلسفة "أرسطو" ومنطقه القياسي إلى مستوى يجعلهما في مصاف تعاليم الكنيسة. ومن هذه المميزات أيضًا محاولة التوفيق بين العقل والدين والإيمان بأنه ليس بينهما أي تناقض أو صراع إذا ما فُهما حق فهمهما ومحاولة تدعيم السلطة الدينية بالفكر وتبرير العقيدة بالعقل، ومحاولة صياغة العقائد والمبادئ الدينية في عبارات منطقية، وتدعيمها على أساس من المنطق الأرسطوطاليسي" (٤).

ومن أبرز علماء هذه الحركة انسيلم Ansselm (١٠٣٤ - ١١٠٩ م)، وبطرس أبيلارد Abe Lardus (١٠٧٩ - ١١٤٢ م)، وبطرس لمبارد Peter Lombard (١١٠٠ - ١١٦٤ م)، والكسندر هالس Alexander Hales (١١٨٠ - ١٢٣٥ م)، وقد اتفقوا على إمكانية التوفيق بين العقيدة


(١) أحمد، د. سعد، مرسي وعلي، د. سعيد، إسماعيل. تاريخ التربية والتعليم. القاهرة، عالم الكتب، ١٩٧٣ م، ص ٩٨.
(٢) المرجع السابق، ص ٩٨.
(٣) مرجع سابق، الشيباني، د. عمر، محمد، التومي. تطور النظريات والأفكار التربوبة. ص ٥٧.
(٤) المرجع السابق، ص ٥٧.

<<  <   >  >>