للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للسلطان أبي يعقوب يوسف نفسه". وأوضح جوانب حياة فيلسوفنا تلك المرحلة التي قضاها في بلاط السلطان أبي يعقوب يوسف سلطان الموحّدين" (١).

فكر ابن طفيل التربوي من خلال قصة حي بن يقظان

ألف ابن طفيل قصة ضمنها أفكاره وسماها حي بن يقظان، وأراد أن يبرز فكره التربوي فيها، وهذه القصة قصة فلسفية رمزية، قسم فيها حياة "حي" ونموه إلى مراحل، وتعامل مع كل مرحلة بما يتناسب مع طبيعتها، وقدم لها ما يناسبها من خبرات ودوافع ومحركات تمهد للانتقال إلى مرحلة أُخرى تليها" (٢). للوصول إلى الغاية من وجوده وخلقه في هذه الدنيا.

وسأوجز عرض مراحل النمو وما حققته كل مرحلة كما جاءت في القصة، وكما عرضها أحد الباحثين (٣).

المرحلة الأُولى: من الولادة حتى الثانية من العمر:

تربّى "حي" في أحضان ظبية أرضعته منها، وأغدقت عليه من حنانها، ومع توافر هذه الحاجات (الحيوية) البيولوجية التي يتطلبها في هذه المرحلة، تعلم عن طريق التقليد والمحاكاة ما يدفع عنه الضرر، ويحقق له المقدرة على الاستمرار، فقلد الأصوات التي تعبر عن انفعالاته الأولية كالخوف، والاستغاثة، والألفة، والقبول والرفض، بالإضافة إلى تكون بعض العواطف، واكتساب بعض العادات والممارسات مثل الكلام والنطق والمشي والتنقل.

المرحلة الثانية: من السنتين حتى السابعة من العمر:

ينتقل "حي" في هذه المرحلة من القصور الذاتي والعجز الكامل إلى


(١) مرجع سابق، المرجع السابق، ص ١٢ - ١٣.
(٢) المرجع السابق، ص ٥٦.
(٣) المرجع السابق، ص ٣٠ - ٤٠. بتصرّف ..

<<  <   >  >>