للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإسلامية عند ابن الجوزي:

١ - مفهوم العقل في الفكر التربوي الغربي وعند ابن الجوزي حدد ابن الجوزي مفهوم العقل في معانٍ عدة هي:

- الطاقة الفطرية التي تميز الإنسان عن الحيوان.

- القدرة على الإدراك والتمييز.

- الأداة التي يعرف بها الله تعالى فيتبع شرعه.

- النشاط العقلي من التذكر والتخيل والتدبّر والعلم والنظر.

- القدرة الضابطة للدوافع والشهوات.

- القدرة على العلم والتعلم واكتساب المهارات.

وكل معنى من هذه المعاني قد يقابله رأي أو تعريف عند علماء النفس المحدثين، الذين أطلقوا على العقل الذكاء أو القدرات العقلية. ومن خلال ذلك سيتضح لنا إلى أي حدٍ اتفق ابن الجوزي أو اختلف معهم.

حيث لم يخصص أحد من علماء النفس القول بالمعنى الأول للعقل، ولكن كتاباتهم أكدت أن الإنسان يتميز بالعقل عن الحيوان (١).

أما المعنى الثاني وهو القدرة الإدراكية فقد جاء في التعريف الذي ذكرته الجمعية الوطنية في الولايات المتحدة بأن الذكاء "استعداد عقلي عام فطري. يشترك في جميع العمليات المعرفية على جميع المستويات التي تبدأ بالإدراك الحاسي وتنتهي بالتفكير الكلي المجرد" (٢).

وقد عرفه "كهلر" kohler بأنه "القدرة على إدراك العلاقات" (٣).

أما المعنى الثالث وهو أن العقل هو الأداة التي يعرف بها الله تعالى، فقد وردت كتابات كثيرة لعلماء غير مسلمين، كانوا لا يؤمنون بوجود الله، فدلتهم دراساتهم وأبحاثهم العلمية على وجود الله تعالى، فاعترفوا بذلك وآمنوا به وذلك عن طريق العقل ولا شكّ، وسأورد


(١) مرجع سابق، السمالوطي. الإسلام وقضايا علم الحديث. ص ١٦٢ - ١٦٣.
(٢) مرجع سابق، الهاشمي. الفروق الفردية. ص ١١٤.
(٣) مرجع سابق، محمد، د. محمد، محمود. علم النفس المعاصر في ضوء الإسلام. ص ٢٧٩.

<<  <   >  >>