غض البصر والصيام ويدفع إلى الاشتغال بالعلم وبمعالي الأمور.
٤ - ضرورة تدريب البالغ على الصيام حتى يقوّي إرادته، ويضبط دوافعه، فيحفظ نفسه من الوقوع في الزلل.
٥ - الاكتفاء ما أمكن بالزوجة الواحدة للمحافظة على نفسه من التشتت.
٦ - منع اختلاط البالغ بالنساء.
٧ - المعاملة الكريمة للبالغ، مع احترام رأيه وتقدير مشاعره، وغرس الثقة في نفسه.
٨ - ضرورة التأهيل الوظيفي لكسب الرزق للبالغ.
وجوه الاستفادة من آرائه في هذه المرحلة:
رغم تركيز ابن الجوزي على الجانب الجنسي للبالغ، وكيفية التعامل معه، فإننا نستطيع الاستفادة من هذه الآراء في التربية الأُسرية للوالدين، من حيث المحافظة على البالغ ومعاملته المعاملة المناسبة وتربيته تربية إسلامية، (وهذا لا يتم إلا ممن توافرت لديه معلومات تربوية كافية ومهارات مناسبة)، تليق بكرامته الإنسانية وبالمرحلة الحرجة التي يمرّ بها، وهو في حاجة إلى التقدير والاحترام، اللذين يزيدان من ثقته بنفسه. كذلك نستطيع الاستفادة من مبدأ منع اختلاطه بالنساء في التربية الأسرية، وفي نظام التعليم، ولاسيما في الدول التي تبيحه وتجني من ورائه الويلات. أما مبدأ تأهيل البالغ وظيفيًا لكسب الرزق، فأعتقد أن الحاجة ماسة لهذا المبدأ -ولاسيما في الوقت الحاضر- لأن البالغ يعتمد على أسرته في معيشته حتى انتهاء دراسته، وفي معظم الأحيان إلى ما بعد الدراسة، وإذا تزوج فإنه لا يستطيع تحمل المسؤولية، لأنه تعود الاعتماد على أسرته في كل شؤونه.
لذلك لابد من الاستفادة من هذا في تشغيل وتوظيف البالغين في أيام الإجازات، ومواسم العمل كالحج، بما يتناسب وعمرهم الزمني ومؤهلاتهم العلمية، وقدراتهم العقلية والجسمية، حتى يتعودوا الاعتماد على أنفسهم وتحمل المسؤولية، وتكتسب نفوسهم القوة والصلابة