للحفظ، مع تنظيم أوقات الحفظ، وتحديد مقدار المحفوظ وتقسيمه ليسهل حفظه، واستخدام أسلوب التكرار ليثبت في ذهن المتعلم، ومراعاة الأحوال النفسية للمتعلم، وأن يستفيد من طاقاته العقلية المختلفة في حفظ العلوم المهمة أولًا، ثم الأقل أهمية، حتى لا يبدد هذه القدرات فيما لا يفيد، مع مراعاة اجتناب الانتقال من مادة إلى أُخرى قبل أن يتقن الأُولى.
ومع هذه الشروط للتعلم الجيد، لابد من إرشاد الطلاب إلى أساليب مقاومة النسيان التي تنحصر في استمرارية ودوام المذاكرة، مع تنظيم أوقات الإعادة، وتحديد القدر الذي يحفظه المتعلم، وأن يكون الحفظ في أوقات النشاط، مع إعطاء المتعلم فترة راحة بمعدل يوم أو يومين حتى تثبت المعلومات في ذهنه.
وفي التربية الاعتقادية انتقد ابن الجوزي الأسلوب التقليدي الجامد لتلقين العقيدة أولًا ثم تلقين الشعائر التعبدية دون فهم لما فيها من معانٍ سامية، وحِكَم بليغة، وأن ذلك أدى إلى ضعف الإيمان في قلوب الناس، وتحوُّل العبادات إلى عادات جوفاء لا روح فيها ولا خلق.
وهذا ما دعا ابن الجوزي إلى استخدام الأساليب القرآنية، والطرق النافعة لغرس العقيدة الإسلامية الصحيحة، فحذّر من التلقين الصوري الجامد للمبادئ الإِسلاميةَ دون فهم لها. كما أكد أهميةَ استغلال جوانب العقيدة المؤثرة كالإيمان بالله واليوم الآخر وما يتعلق بهما، كذلك الإيمان بشمولية الأحكام التشريعية المنزلة من عند الله -عز وجل-، وأنها جاءت لتنظيم حياة البشر، وتدبير مصالحهم.
ونبّه على استخدام الأدلة التي تؤكد فطريةَ الإيمان بوجود الله تعالى، يضاف إلى ذلك تنميةُ عاطفتي الحب والخوف من الله تعالى، لتأثيرهما الفعال في توجيه السلوك وضبطه بطاعة الله تعالى، والبعد عما نهى عنه. مع تكوين القناعة التامة بالعقيدة الإِسلامية بالأدلة والحجج العقلية والعلمية، حتى تكوَّن للناشئين حصانة قوية ضد الإلحاد وأهله.
أما التربية الروحية، فقد بيَّن ابن الجوزي فيها أن الروح شيء مبهم غامض، ليس له حدود، وهي لا تُرى بالعين المجرّدة، وعلم