العوامل المساعدة على التعلم الجيّد، وطائفة من الطرق المتبعة في مقاومة النسيان.
وفيما يتعلق بالتربية الأخلاقية، فقد ركز ابن الجوزي على مفهوم الأخلاق، ولم يهتم بالتربية الأخلاقية، كذلك كشفت الباحثة اختلافًا بين وجهة نظر ابن الجوزي والفيلسوف الألماني "كانت" فالأخلاق في نظر "كانت" " kant"، تختلف اختلافًا كبيرًا عنها عند ابن الجوزي بسبب اختلاف المنطلقات العقائدية، وما يترتب عليها من اختلاف في التصور والسلوك، وهذا الاختلاف ناشئ أساسًا من اختلاف وجهة نظرهما في أساسيات الأخلاق بينهما.
والمحصلة النهائية لهذه الموازنة، أن ابن الجوزي وافق الفكر التربوي الحديث في الكثير من آرائه التربوية المستقاة من المنهج التربوي الإسلامي، واختلف معهم في بعض آرائه التربوية بسبب اختلاف المنطلق، أو لأنه كتب في التربية بصفة عامة لا بصفة المتخصص، يضاف إلى ذلك أنه لم يستعن عند كتابته في التربية بعلم الطب أو الأجنة كما فعل علماء علم النفس الحديث.
ورغم البعد المكاني والزماني لابن الجوزي، فإنه سبق علماء العصر الحديث في بعض آرائه التربوية، وهذا يدل على صلاحية المصادر التربوية الإسلامية لكل زمان ومكان، وموافقة الإسلام للطبيعة الإنسانية كما خلقها الله تعالى، وشموله لكل ما يحتاجه الإنسان في حياته العامة والخاصة.
مجمل النتائج:
بعد الدراسة والتحليل والتقويم والمقارنة لآراء ابن الجوزي التربوية، ثم بعد ذكر خلاصتها فيما سبق فقد أجملت الباحثة النتائج التي وصلت إليها هنا، لأن القارئ المتعمق يدرك ما فيها من جزئيات لا تحتاج إلى تفصيل مرة أخرى، ولاسيّما أن الباحثة ذكرت في نهاية كل فصل أهم الآراء التربوية المستخلصة منه. وقد حاولت الباحثة أن تكون هذه النتائج مستمدة من الدراسة نفسها، لتكون مفيدة بنّاءة، وتحقق الأهداف المرجوة منها، وتلك النتائج المجملة التي تعتبر خلاصة ملخص