للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حسنة بسرعة، وكان سليم الباطن حسن الشكالة لا يعرف الخبث والمكر كوالده -رحمهما الله تعالى. انتهى.

قلت: وصنف كتباً كثيرة منها الإبهام على البخاري في أسماء رجاله المبهمين وقد حضرته يقرأ عليه، وجمع فوائد على الروضة وعلى المنهاج وهي المسماة بالنكت وبعضهم يسميها بتصحيح المنهاج، وجمع كتاباً في مناقب والده وغير ذلك وقد حضرته مرات.

وكان كثير المحبة للوالد والمكاتبة له وينزل عنده أيام قدومه دمشق في الدولة المؤيّدية، وقد صلى خلفي لما صلّيت بالقرآن في سنة عشرين وثمان مائة من أوله إلى قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ} (١) من قبل نصف الأنبياء متوالياً.

ثم رحل تلك السنة رابع عشر شهر رمضان مع المؤيد إلى البلاد الشمالية ثم قدم إلى دمشق بعد ذلك في سنة أربع وعشرين صحبة ابن المؤيد شيخ.

وعَرضت عليه تلك السنة المنهاج والمحرر في أحاديث الأحكام لابن عبد الهادي بمنزله بصالحية (٢) دمشق وكتب لي بهما إجازة عظيمة بخطه رحمه الله تعالى وذلك بعد موت الوالد كما علمتَه في ترجمته، وأضفناه في تلك السنة بمنزلنا ببيت الآلهة ظاهر دمشق.

وكان سهل الانقياد حسن الخَلْقِ والخُلُقِ كثير الاستحضار له حرمة وعظمة في النفوس.

ثم رد تلك السنة في أواخر رمضان صحبة الظاهر طَطَرْ فحصل له مرض في الطريق وضاقت أخلاقه فلما قدم القاهرة لم يقم إلا قليلاً وتوفي يوم الأربعاء عاشر شوال سنة أربع وعشرين وثمان مائة عن إحدى وستين


(١) سورة الأنبياء، الآية: ٥١.
(٢) الصالحية: قرية كبيرة. . . من غوطة دمشق -معجم البلدان- ياقوت الحموي ٣/ ٤٤٢ (٧٤٤٢).

<<  <   >  >>