للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإِمام العلامة حافظ الإسلام بقية الأعلام زين الدين أبو الفضل العراقي الأصل الكردي ثم المصري نزيل القاهرة، ولد في جمادى الأولى سنة خمس وعشرين وسبع مائة.

وقرأ القرآن ثم حفظ التنبيه وعدة كتب واشتغل بالفقه والقراآت وبقية الفنون ولازم الشيوخ في ذلك ومهر وسمع في غضون طلبه العلم من الشيخ جمال الدين ابن شاهد الجيش وعبد الرحمن بن عبد الهادي وعلاء الدين التركماني والشهاب أحمد بن أبي الفرج البابا وابن سمعون وغيرهم.

وولع بتخريج أحاديث الإحياء ووافق الزيلعي في تخريجه أحاديث الكشاف وأحاديث الهداية فكانا يتعاونان.

وكان مفرط الذكاء فأشار عليه القاضي عز الدين ابن جماعة بطلب الحديث لما رآه مكباً على تحصيله وعرّفه الطريق في ذلك فطلبه على وجهه من بعد الخمسين وسبع مائة.

ولو كان طلبه قبل ذلك لأدرك الإسناد العالي فإنه كان يمكنه السماع من ابن المصري خاتمة أصحاب ابن الجميزي وابن رواج بالإجازة ومن جمع من أصحاب النجيب فأكثر عنه ثم رحل إلى دمشق فأدرك ابن الخباز -هو محمد بن إسماعيل- خاتمة أصحاب ابن عبد الدائم والمرداوي -هو أحمد بن. . . .- خاتمة أصحاب الكرماني وأخذ عنهم وعن غيرهم.

ثم أكثر الترحال إلى الشام والحجاز وهمّ بالتوجه إلى بغداد ثم فتر عزمه وسمع بحلب وحماة وحمص وبعلبك وطرابلس وإسكندرية، وأراد التوجه إلى تونس فلم يتفق له ذلك.

ثم أقبل على التصنيف فنظم علوم الحديث لابن الصلاح المسماة اليوم بالألفية ثم شرحه وعمل نكتاً على ابن الصلاح وشرع في تكملة شرح الترمذي تذييلًا على ابن سيد الناس كمّل نحو عشر مجلدات إلى دون ثلثي


= للسيوطي ١/ ٣٦٠ (٩٦)، شذرات الذهب ٩/ ٨٧، البدر الطالع للشوكاني ١/ ٣٥٤ (٢٣٦)، الأعلام للزركلي ٣/ ٣٤٤، معجم المؤلفين - كحالة ٥/ ٢٠٥.

<<  <   >  >>