الناصر حسن قال بعد أن ألزمه بها: خوّفته فخاف، وأقام فيها مدة ثم صُرف عنها مختاراً لذلك ثم استعفى من وكالة بيت المال مدة وهو ممتنع من الحضور في دار العدل باختياره لذلك فأعفي منها والحمد لله.
وأقبل على نشر العلم والورع في إتمام مؤلفاته إلى أن كمل منها ما يسره الله تعالى مما تقدم ذكره.
وكان له إحسان كثير للطلبة وبر خفي لا يعلم به إلا الله تعالى ومن هو على يديه.
وكان لا يحب أن يأكل وحده بل يدعو من وجده، وكان كثيراً ما يهيئ عنده من الأطعمة لمن يأتيه من الطلبة والواردين ويدعوهم واحداً واحداً.
وكان يحب الخلوة والانفراد عن الناس إلا في وقت إفادة العلم في تصدّر أو درس أو مقابلة، وجمع إخوانه على ما يسرهم في الله سبحانه وتعالى فجزاه الله عنا خير الجزاء.
ثم حكي عنه أخباراً ببعض المغيبات وذكر أنه شاهده منه، ثم قال: والله يطلع من يشاء على ما يشاء، وهذا يسير بالنسبة إلى صالحي العوام فضلاً عن صالحي العلماء فقد كان من أهل بيت مشهور بذلك.
ثم ذكر ترجمة والده وقد ذكرها هو في طبقاته فلتراجع منها، ثم ذكر أبواباً فيما جاء في فضل قريش والأمر بالتعلم منهم والأخذ عنهم، ثم ذكر شيئاً من مروياته ومن اختياراته في المذهب وغالبها في مصنفاته فلا حاجة إلى الإطالة بذكرها.
ولا بأس بذكر شيء من نظمه، قال الشيخ زين الدين: أنشدنا الإمام العلامة جمال الدين عبد الرحيم بن الحسن رحمه الله تعالى لنفسه من لفظه يمدح الشرح الكبير للرافعي:
يا من سما نفساً إلى نيل العلا ... ونحى إلى العلم العزيز الرافع
قلد سميّ المصطفى ونسيبه ... والزم مطالعة العزيز الرافعي