منهم الزُّهْرِي والشّريشي وابن الجابي وشرف الدين الغزي، وانتفع بالوالد وغيره من طبقة أخيه.
ورحل إلى القاهرة سنة تسع وثمانين وهي أول رحلاته إليها، وأخذ عن الشيخ وابن الملقن والعراقي والزركشي والدميري وغيرهم من علمائها، وأجازه الشيخ سراج الدين ابن الملقن الآتي ترجمته على الأثر بالتدريس.
وكتب بخطه من مصنفات الشيخ وابن الملقن وغيرهما، ثم لازم بدمشق الشيخ شرف الدين محمود الأنطاكي إمام النّحو في زمنه مدة طويلة وانتفع به في العربية.
وحجّ مرات وولي إفتاء دار العدل في ذي الحجة سنة اثنين وتسعين ثم تولّى مشيخة خانقاه عمر شاه بالقنوات خارج باب الجابية من دمشق.
ثم حصلت له محنة في شهر رمضان سنة خمس وتسعين.
ونزل له أخوه عن إعادة الأمينية في سنة ثمان وتسعين وحجّ سنة تسع وتسعين وجاور بمكة.
وبعد الفتنة ولي القضاء بحماة مرتين، ثم ولي قضاء طرابلس أيضاً مرتين ثم ولي القضاء بدمشق في شهر ربيع الأول سنة تسع وثمان مائة ثم انفصل بعد شهرين، ثم ولي القضاء بعد ذلك ست مرات من قبل الناصر فرج والمؤيد شيخ والأشرف برسباي، ومدة مباشرته إحدى عشرة سنة وكسراً وذلك في مدة إحدى وعشرين سنة وسبعة أشهر.
وأُضيف إليه مع القضاء الخطابة ومشيخة الشيوخ ونظر الحرمين والأسرى والمارستان وتداريس أخر كالعادلية والغزالية ودرس بالشاميتين والظاهرية والركنية وغير ذلك.
وعظم قدره واشتهر ذكره وصار له عظمة في النفوس وحرمة زائدة وكلمة نافذة، ثم وقع بينه وبين جماعة من معاصريه من النيّاب والقضاة وغيرهم فتن وشرور، وحصل له عن وأُوذي فصبر وأظهر من الشجاعة وثبات الجنان والإقدام على الأمور ما يعجز مثله عن ذلك والله ينصره ويرفع