العلماء وغالب نوابه المتقدمون ومن العلماء ابن سلَّام الآتي ذكره في هذا الباب.
وتمّ على ذلك إلى أن رحل إلى القاهرة في أثناء سنة سبع وعشرين بتقديم السين فولي كتابة السر بها وولي الشريف شهاب الدين نقيب الأشراف الدمشقي قضاء الشام في رجب من السنة فثقل على الجماعة بالقاهرة، وتمكن عند الأشرف برسباي، وكانت عنده عجلة وحدّة في أخلاقه يرديه غالباً إلى الضرر به وبغيره فعامل رفاقه المباشرين بالعنف وعدم الاكتراث بهم ومواجهتهم بالكلام الخشن فتحيّلوا عليه وأخرجوه منها بطالًا إلى الشام والشريف بها وذلك في أثناء سنة ثمان وعشرين فباشر وظائفه ولزم الأشغال والاشتغال والمطالعة والإفتاء فآذاه الشريف وبلَّغه الكلام السيء ومنع نوابه من الاجتماع به ومن الجلوس عنده في دروسه وهم أعيان الفقهاء بدمشق، حتى كان يقف بسوق الخيل يوم الأحد والأربعاء وهما يوما المدارس لينظر من يحضر معه في الشامية البرانية فيؤذيهم سيما نوابه.
فرحل القاضي نجم الدين إلى القاهرة بعد أن كتب محضراً بدمشق استكتب فيه جماعة من العلماء ومنهم النواب وهم الشيخ شمس الدين الكفيري وتقي الدين اللوبياني وغيرهما خلا شيخنا العلامة محيي الدين المصري فإنه لم يكتب.
ومن مضمون المحضر أن الشريف لا يجوز توليته للأحكام الشرعية لجهله وارتكابه المحرمات وغير ذلك.
فولي القاضي نجم الدين قضاء دمشق في أول سنة ثلاثين وهي آخر توليته على وجه جميل ولطف السؤال له من السلطان وغيره من أعيان المباشرين.
فقدمها في صفر من السنة وعزل الشريف وطلب إلى القاهرة في آخر السنة التي قبلها مهاناً وأخذ منه الأشرف مالًا كثيراً، فباشر القاضي نجم الدين قضاء دمشق في هذه المدة على القالب الجائر.