وقلت في مسودة هذا الكتاب: هو أبو حفص عمر بن حجي الحسباني الأصل ثم الدمشقي الإِمام العالم قاضي القضاة نجم الدين لسان المتكلمين أوحد البارعين خطيب المسلمين وقاضيهم بالشام مدة سنين، له الحرمة الوافرة والكلمة المسموعة النافذة، وله ابتهال إلى الله تعالى واعتقاد لأهل الخير، ويحضر وقت الفقراء والمشايخ الصالحين، وله الدروس الحسنة والخطب المستحسنة.
أخذ عن جماعة قبل الفتنة منهم أخوه الشيخ شهاب الدين وقرأ النحو على الشيخ شرف الدين الأنطاكي الحنفي.
وبرع ودرّس وأفتى وولي القضاء بحماة ثم بطرابلس ثم بدمشق مرات أول ولايته في سنة إحدى عشرة وثمان مائة، كذا سمعته من لفظه خلاف ما تقدم وذلك في حياة أخيه وأقرانه من الأئمة كالوالد وابن نشوان وغيرهما ونابا له ثم عزل ثم أعيد ثم استمر مدة ثم عزل بابن زيد البعلي مرتين في مدة يسيرة واستمر من أول سنة سبع عشرة إلى أثناء سنة سبع وعشرين مدة عشر سنين لم تتخلل فيها إلا تولية القاضي جمال الدين زيد البعلبكي مرتين الأولى في سنة تسع عشرة فكانت مدة أربعة أشهر والثانية في شعبان سنة ست وعشرين فاستمر أربعين يوماً. . . . التّوليتين، وناب له في ولايته جماعة من الأئمة منهم الوالد وابن نشوان كما تقدم والشيخ برهان الدين خطيب عذرى وشيخانا العلّامتان الشمسيان البرماوي والكفيري واللوبياني ومحيي الدين المصري والرمثاوي وغيرهم.
ودرّس بمدارس القضاء ثم بالشامية الكبرى بعد موت مدرّسها القاضي تاج الدين الزهري المتقدم قريباً، وكان يوماً مشهوداً حضره نائب الشام إذ ذاك جقمق الزيدي وغيره من أرباب الدولة.
ودرس أيضاً بالشامية الجوانية والغزالية والظاهرية والعادلية والركنية وغيرها.
وكانت دروسه حسنة بفصاحة وتؤدة وعبارة بليغة وأداء حسن وحضره