وتخرّج ببلده على مشايخ عصره وهم جماعة منهم قاضي حلب إذ ذاك الشيخ شرف الدين الأنصاري الآتي ترجمته في باب الميم والشيخ علاء الدين الصّلخدي الآتي ترجمته على الأثر والشيخ جمال الدين ابن خطيب المنصورية الآتي ترجمته في باب الياء، وأذن له في الفتوى.
ورحل إلى الشام ومصر غير مرة واجتمع فيهما بخلق من الأعلام منهم الوالد وطبقته، وأخذ عن الشيخ وعرض عليه المنهاج في آخر رحلته مع الظاهر وذلك في سنة ست وتسعين وأجازه الحفاظ.
وسمع من ابن عشائر محدث حلب والأذرعي وشيخنا الشيخ شمس الدّين الجزري وشيخنا العلامة الحافظ ولي الدين وأكثر عنه في تاريخه ويدلّسه كثيراً.
واستفاد من القاضي جلال الدين ابن الشيخ وقرأ في الفقه على الشيخ برهان الدين البيجوري فقيه القاهرة المتقدم في باب الهمزة.
وسمع الكثير وتخرّج في الحديث بحافظ بلده برهان الدين ابن القوف في باب الهمزة وروى عنه الكثير في حياته ويدلسه أَيضاً.
وقرأ في النحو على قاضي حلب القاضي عز الدين الحاضري الحنفي ثم رافقه سنين في القضاء بها وفي مشايخه كثرة فلا نطول بإيرادهم.
ودرّس وأفتى وناظر وولي القضاء بطرابلس ثم بحلب حتى سنة اثنتي عشرة وثمان مائة وهلمّ جراً، لكن انفصل منها بالقاضي ناصر الدين بن البارزي، ثم أُعيد واستمر وعرض عليه قضاء الشّام في أيام الأشرف فلم يؤثره على بلده.
وحجّ في سنة ستّ عشرة واجتمع فيها بمكة بالحافظ الفقيه عالم الحجاز وحاكمه جمال الدين ابن ظهيرة، ثم حجّ في سنة ستّ وعشرين واجتمع فيها بابنه العلامة محبّ الدّين وذكرهما في تاريخه، ثم حجّ عام أول في سنة أربعين واجتمعت به وذاكرته في أنواع العلوم فوجدته كما وُصف وأبلغ وله المشاركة في علوم كثيرة.