للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

روية بانت سعاد فأحببت أن أذكرها فإنها بديعة وهي قوله:

رفقاً سعاد فعقد الصبر محلول ... وسيف عزمي عن السلوان مغلولُ

حديث حبك مشهور ومتصل ... وينشد عن ضعيف وهو مقبولُ

وحب غيرك مرفوع ومنقطع ... مدَلَّسٌ مهملٌ زور ومعلولُ

صحيح قول عذولي منكرٌ أبداً ... معللٌ وهو متروك ومجهولُ

رفقاً بمضطرب والسقم أنحله ... لم يبقَ من رسمه إلا التماثيلُ

لا تسمعي شاذ قول فيه مخرجه ... ومبهم الحال أضحى وهو معقولُ

مسلسل حزنه بالدمع متفق ... والصبر مفترق عنه ومسلولُ

مقطوع قلب بإفراد القوى دَلِفٌ ... والخط مختلف بالبعض منحولُ

إنَّ الوصال وأياماً به سلفت ... كمرسل قد تقضى وهو مأمولُ

لم أنسها ومدام الثغر. . . . ... للصب منه شفاء فيه تعليلُ

وناسخ الوصل منسوخ بما سمحت ... من وصلها بعدما أعيت أباطيلُ

ما زلت أعتبها والليل يحرسنا ... حتى بدا صارم الإصباح مسلولُ

وساء ذكر حالي من مهاجرها ... معنعناً وعزيز الدمع مبذولُ

حان الزمان وسارت وهي هاجرة ... . . . . الدار. . .

ومبتدا خبري قلبي لفرقتها ... في مركب الشوق موضوع ومحمولُ

ومعضل الأمر موقوف على كرم ... معاندٍ من وصال وهو موصولُ

يا لائم الصب في حبِّ ومدمعه ... مُدَبَّجٌ بدماء القلب مهمولُ

لا تعذِلَنَّ وأقلل من ملامته ... ما القلب عنها ولو أكثرت معدولُ

وحَسبيَ اليوم عالمٌ ورعٌ ... في رأس ذا القرن بالإرسال مهمولُ

يا واحد العصر في علم وفي عمل ... وقوله في أمور الدين مقبولُ

تغرب العبد عن أوطانه ثقةً ... بأن يفوز بما في القلب مأمولُ

أَوْعَدْتَ أن دروسي قبل كل منىً ... ولا يميلك عنه الآن تحويلُ

فَأَنْجِزِ الوعد إن العبد في قلق ... إن الكريم عن الإيعاد مسؤولُ

أدامك الله في عزٍ وفي شرفٍ ... وفي نعيم بأهنى العيش موصولُ

<<  <   >  >>