قول الشيخ ناصر الدين ابن عشائر في بعض هذه الأبيات:"في رأس ذا القرن" إشارة إلى الحديث المشهور المرفوع ولفظه: "إن الله يبعث على رأس كل مائة عام من يصحح لهذه الأمة دينها".
قال الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله: - فنظرنا في المائة الأولى فإذا هو عمر بن عبد العزيز، ونظرنا في المائة الثانية فنراه الشافعي -رحمه الله- وقد تكلم القاضي تاج الدين السبكي في طبقاته الوسطى على هذا الحديث ونظم في الجماعة الذين جدد الله بهم دينه في كل رأس مائة سنة إلى زمانه.
وملخص ما قالة بعد كلام الإمام أحمد في عمر بن عبد العزيز والشافعي، أن في المائة الثالثة ابن سريج وهو الإمام أبو العباس إمام الشافعية في زمنه وشهرته تغني عن الإطناب في أمره، ومنهم من قال أنه أبو الحسن الأشعري المتكلم وإليه جَنَحَ الحافظ أبو القاسم ابن عساكر في تبيين كذب المفتري.
وفي المائة الرابعة اختلفوا في ثلاثة فمن قائل أنه الأستاذ أبو الطيب بن الأستاذ أبي سهل الصعلوكي الإمام بن الإمام رئيس الشافعية في زمنه، ومن قائل أنه الإمام أبو حامد الإسفرايني إمام الشافعية ورأس العراقيين كالقفال في الخراسانيين، ومن قائل أنه القاضي أبو بكر ابن أبي الطيب الباقلاني تلميذ الأشعري المتقدم وإليه جنح أيضاً الحافظ ابن عساكر في كتابه المتقدم، أو يقال ذاك في فروع الإسلام وهذا في أصوله، كما جمع بهذا الكلام الوجهان بين الأشعري وابن سريج في المائة الثالثة وليس ببعيد.
وفي الخامسة بلا تردد حجة الإسلام الغزالي.
والسادسة على ما عليه الأكثر أنه الإمام فخر الدين الرازي وقيل الرافعي، ويمكن الجمع بينهما بما تقدم.
والسابعة بلا تردد الإمام تقي الدين القشيري المشهور بابن دقيق العيد.