اثنين وسبع مائة بمصر، وقرأ بها وحصّل ثم قدم دمشق بعد الثلاثين فقرأ على الشيخ فخر الدين المصري وأجازه كما تقدم، ثم أقام بالقدس الشريف وصاهر الشيخ صلاح الدين العلائي وصار معيداً عنده بالصلاحية، وجاءه من بنت الشيخ صلاح الدين عدة أولاد فضلاء أذكياء علماء، واشتهر أمره وبعد صيته بتلك البلاد ورحل إليه من تلك النواحي جماعة من الطلبة وصاروا أئمة، ويقال أن العلائي مع عظمته وجلالته انتفع به في الفقه، والحق أن كلاً منهما انتفع بصاحبه، ومات في جمادى الآخرة سنة ثمان وسبعين وسبع مائة، وخلف ولدين عالمين أجلهما صاحب الترجمة المذكور.
فلنعد إلى ما نحن بصدده من ترجمة، ولد الشيخ شمس الدين سنة خمس وأربعين وسبع مائة.
وسمع من المنذري وأخذ العلم عن أبيه وجده الإمام صلاح الدين العلائي.
قال شيخنا الحافظ ابن حجر أبقاه الله تعالى: اشتغل ومهر وساد حتى صار شيخ القدس في الفتوى والتدريس كأبيه وسمعت منه. انتهى.
قلت: ورحل إلى القاهرة واجتمع بالشيخ وسأله مسائل وأثنى الشيخ عليه ثناءً بالغاً.
ورجع إلى بلده يفتي ويدرس ويفيد إلى أن توفي بها في شهر رجب سنة تسع وثمان مائة، ودفن عند والده وأخيه في الحرش المقابل لزاوية القلندرية وتربة بهادر "بماملا" المقبرة الشهيرة ببيت المقدس غربي البلد، وقد زرته في رحلتي لزيارة بيت المقدس مع جماعة من المشايخ في المقبرة المذكورة.
وعقب المذكور عدة أولاد أجلهم * زين الدين عبد الرحيم (١) أخذ عن والده وفضل وانتهى وبرع إلى أن صار بعد والده عين الشافعية ببيت المقدس وخطب بالمسجد الأقصى. . . . ولما سكن القاضي شمس الدين الهروي هناك حصل بينهما شرور ومرافعات وقوي الهروي عليه.