للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال شيخنا شيخ الشافعية الشيخ تقي الدين ابن قاضي شهبة: وقد رأيت خطه على فتوى وهي تدل على كثرة استحضاره وجودة ذهنه وتصرفه، لا أعلم من حاله شيئاً غير ذلك.

توفي سنة عشرين وثمان مائة عن نحو خمسين سنة.

والثاني (١) من أولاده الشيخ شمس الدين عبد الرحمن، سمع من أبيه وخاله الشيخ شهاب الدين العلائي، ورحل إلى الشام فأخذ عن الشيخ شهاب الدين ابن حجي ثم قدم القاهرة مراراً، وعلق الكثير بخطه وكان حسن الخط.

توفي في ذي القعدة سنة ست وعشرين وثمان مائة. انتهى.

قلت: والثالث (٢) صاحبنا تقي الدين أحد الأعيان اليوم ببيت المقدس، له اشتغال، حضر عند والده وغيره، ورحل إلى الشام وأخذ عن بعض علمائها، وبحث مع الشيخ علاء الدين بن سلام بحضرة القاضي نجم الدين بن حجي وعمه أخو الشيخ شمس الدين فهو العلامة برهان الدين إبراهيم -كان عالماً فاضلاً في فنون وله في المعقولات يدٌ طولى لا سيما اللغة، مات قبل أخيه بمدة كهلاً رحمه الله تعالى.

قلت: إن مولده سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة، وحصل له رئاسة عظيمة في الدولة الأشرفية.

قال شيخنا الشيخ برهان الدين البقاعي في معجمه: وما زال يخالط الأكابر بحسن الآداب، ويستجلب القلوب إلى أن صار رئيس القدس بغير مدافع، وملجأهم عند المعضلات بلا نزاع.

توفي رحمه الله تعالى نهار الخميس ثاني عشر جمادى الآخرة سنة سبع وستين، وصلي عليه بالمسجد الأقصى الشريف ودفن بباب اللد بالزاوية القلندرية رحمه الله تعالى آمين.


(١) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ٤/ ٩٠، الأنس الجليل للعليمي ٢/ ١٦٨، الضوء اللامع للسخاوي ٤/ ١٢٢ (٣٢٩)، شذرات الذهب لابن العماد ٩/ ٢٥٣، معجم المؤلفين - كحالة - ٥/ ١٧١.
(٢) الأنس الجليل للعليمي ٢/ ١٨٩، الضوء اللامع للسخاوي ١١/ ٦٩ (١٩٧)، شذرات الذهب لابن العماد ٩/ ٤٥٢.

<<  <   >  >>