للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والصواب أنها من حوران الإقليم المعروف قبلي دمشق فوق الكسوة المنزلة المعروفة على باب دمشق وهي بريد منها، وأذرعات بفتح الهمزة وكسر الراء كذا قيدها صاحب الصحاح كما حكاه عنه النووي في تهذيبه وهي بلدة معروفة بالشام بينها وبين دمشق مرحلتان ومنها إلى بصرى مرحلة وإلى بيت المقدس نحو أربع مراحل والنسبة إليها أذرعي بفتح الراء كما قاله النووي في كتابه المذكور.

ولد الشيخ المذكور بها في سنة خمسين وسبع مائة كما أخبرني به، ورحل منها إلى دمشق فتوطّن بها وحفظ الكتاب العزيز والمنهاج وله فيه ذيل وكان يستحضره إلى آخر وقت.

وسمع الحديث وأسمع وأفاد وأدرك الأئمة بدمشق كالشيخ جمال الدين الشريشي والد الإمام شرف الدين والعمادين ابن كثير والحسباني وابن خطيب يبرود والقاضي تاج الدين السبكي ولزمه وكان من أصحابه ونسخ له بخطه.

من مصنفاته التوشيح والترشيح وكتب بخطه الكثير وكان خطه حسناً.

ولزم الشيخ الجمال المعروف بدمشق بالصلاح والفضل وأخذ عنه وعن غيره من السادات كالقطب المزي العجمي الصالح المشهور قبل. . . . والموصلي الشيخ شمس الدين القونوي وغير هؤلاء من الأئمة الصالحين.

ثم توطّن محلة بيت (١) لهيا من ضواحي دمشق بمسجد لله عز وجل يسمى مسجد ابن فرفور وجاور فيه أكثر من خمسين سنة ويتردد إلى جامع دمشق في كل جمعة، وكان قبل الفتنة سكن مدة بالبادرائية وهو من فقهائها ومن رفقاء الشيخ تقي الدين الحصني والشيخ تقي الدين الكرماني وغيرهما.

والمقصود أن هذا الرجل كان من الخيرين وعلى طريقة حسنة وكان يقرئ الصغار بالمسجد المذكور ويشهد في بعض الأحيان.


(١) بيت لهيا: قرية مشهورة بغوطة دمشق -معجم البلدان- ياقوت الحموي ١/ ٦١٩ (٢٣٢٣).

<<  <   >  >>