قال شيخنا ابن حجر: اشتغل بالفقه والفنون وعني بالحديث فرحل فيه مراراً إلى دمشق وحلب ومصر والقدس وحصّل الأجزاء وفوائد الشيوخ، وكتب بخطه الدقيق الحسن كثيراً، وأثبت أسماء من سمع معه وتصدى للإفادة قديماً واستمر على ذلك مع الدين والخير والصبر على الطلبة.
وكان قد كتب شيئاً على الحاوي وخرّج له الحافظ صلاح الدين الأقفهسي معجماً جيداً وحدّث بالكثير.
وكان كثير الأوراد حسن السمت ظاهره الوقار قليل الكلام فيما لا يعنيه.
وقال الحافظ تقي الدين الفاسي: كان بارعاً في الفقه والنحو مشاركاً في الأصول وغير ذلك حافظاً لأسماء الرواة عارفاً بالعالي والنازل وغير ذلك من متعلقات الحديث، ويستحضر كثيراً من شرح مسلم فيما يتعلق بغريب الحديث والفقه وكان حسن السيرة في قضائه ذا حظ من العبادة والخير وأذن له بالإفتاء العماد الحسباني والشيخ.
وكتب على الحاوي من البيع إلى الوصايا، ذكر فيه فروعاً كثيرة وجمع جزءاً فيما يتعلق بزمزم ونظم قواعد الإعراب لابن هشام وله شعر كثير حسن.
توفي بمكة في رمضان ليلة الجمعة سادس عشر سنة سبع عشرة وثمان مائة. انتهى.
قلت: وكان مولده في ثالث عشر شوال سنة إحدى وخمسين وسبع مائة وقدم حلب في سنة ست وسبعين طالباً للعلم فتفقه فيها على الأذرعي وسمع بدمشق من أصحاب ابن الفخر البخاري وقرأ بدمشق أيضاً على القاضي بهاء الدين بن أبي البقاء السبكي ثم رجع إلى مكة وأقام بها.
قال القاضي علاء الدين ابن خطيب الناصرية: وكان إماماً عالماً