مولده كما وقفت عليه بخطه في ذي القعدة سنة ثلاث وستين وسبع مائة.
تفقه على المشايخ، وأخذ العلم عن كبار مشايخ الفن كالشيخ وابن الملقن والزركشي والشيخ عز الدين بن جماعة وتلك الحلبة، والحديث عن العراقي، وبرع ومهر في الفنون.
ودرّس وأفتى وصنّف التصانيف الكثيرة النافعة في الفنون فمنها أرجوزته في الأصول وشرحها، وكذلك في النحو والحديث والفرائض، وشرح العمدة جمع فيه شيئاً كثيراً ووسمه بجمع العدة لفهم العمدة وقد وقفت عليه، وجمع كتاباً على البخاري وقفت عليه في القدس وهو حسن -بلغني أنه ألّفه بمكة في سنة تسع وعشرين في أخريات عمره لكنه أجحف في اختصاره.
وكان يقرأ على الشيخ في مختصر المزني وهو من أعيان جماعته الملازمين له وقد أكثر النقل عنه في مصنفاته وأذن له الشيخ بالإفتاء والتدريس.
ودرس وأفتى في أيام الشيخ وأفاد وناب في الحكم عن القاضي بدر الدين بن أبي البقاء في حياة الشيخ ولم يسهل على الشيخ ذلك لئلا يشتغل بالحكم عن العلم.
وكان شيخه العلامة بدر الدين الزركشي كثير التعظيم له حتى أذن له في إصلاح مصنفاته وتهذيبها كما قال لي شيخنا غير مرة وكان يصلح فيها بحضورنا في الدرس عليه غير مرة وقد ذكرنا ذلك في ترجمة الزركشي.
وتصدى لنفع الناس في الإشغال والإفتاء وصار شيخ الشافعية في القاهرة ثم قدم الشام في أوائل جمادى الأولى سنة إحدى وعشرين في أخريات حياة الوالد.
وكان قبل قدومه بيسير أرسل القاضي جلال الدين ابن الشيخ كتاباً إلى الوالد وكان كثير المكاتبة والصحبة له وفي هذا الكتاب يقول وهذه عبارته بعد مقدمات الكتاب: والذي يطالع به العلوم الكريمة الآن: أن الشيخ الإمام العالم العلامة شمس الدين مفتي المسلمين البرماوي هو أحد أعيان أولاد