في سنة (٥٩٥هـ) يموت المنصور الموحدي فجأة وله من العمر (٤٠) سنة فقط، فقد حكم البلاد (١٥) سنة من سنة (٥٨٠هـ - ٥٩٥هـ)، واستلم زمام الحكم وعمره (٢٥) سنة، فتولى من بعده ابنه الناصر لدين الله أبو محمد عبد الله وكان عمره (١٨) سنة فقط، وهذا العمر ليس بالسهل فقد يقود البلاد والجيوش وما إلى ذلك من الأمور، وقد وجد قبل هذا قواد للمسلمين كانوا يبلغون من العمر (١٨) سنة أو أصغر من ذلك، لكن المشكلة أن الناصر لدين الله لم يكن على شاكلة أبيه في القيادة؛ وذلك لأن الناصر لدين الله لم يكن قد اكتسب من الخبرات التي تؤهله أن يكون قائداً فذاً كأبيه في القتال، لكن الموت المفاجئ للمنصور الموحدي وضع على رئاسة البلاد هذا الشاب.
وكان المفروض على دولة الموحدين أن ينتخبوا من بينهم من يصلح للقيادة بدلاً من الناصر لدين الله، فقد كان شاباً طموحاً قوياً مجاهداً لكن لم يكن في كفاءة أبيه، والبلد محاطة بالأعداء من كل مكان، والصليبيون هزموا في موقعة الأرك منذ سنوات قليلة، وهم يريدون أن يعيدوا الكرة من جديد على بلاد المسلمين.