[عهد سليمان بن الحكم بن عبد الرحمن الناصر في الأندلس]
لم يسكت البربر، إنما اجتمعوا وانطلقوا إلى الشمال وأتوا برجل اسمه سليمان بن الحكم بن عبد الرحمن الناصر يعني: أخو هشام بن الحكم المخلوع، ونصبوا سليمان بن الحكم عليهم وأسموه بخليفة المؤمنين، وبدأ يحدث صراع بين سليمان بن الحكم ومن ورائه البربر وبين المهدي في قرطبة.
لكن سليمان بن الحكم والبربر لما وجدوا أن قوتهم ضعيفة استعانوا بملك مملكة قشتالة، أحد أجزاء مملكة ليون في الشمال الغربي، فقد حدث في سنة (٣٥٩هـ) حرب أهلية داخل مملكة ليون فانقسمت إلى قسمين: قسم غربي الذي هو مملكة ليون، وقسم شرقي وهو مملكة قشتالة، وقشتالة تحريف لكلمة كاستلا، والتي تعني: قلعة باللغة الأسبانية، فحرفت في العربية إلى قشتالة، فهذا كان أول ظهور لمملكة قشتالة، ثم بدأت مملكة قشتالة تكبر نسبياً في أول عهد ملوك الطوائف، فاستعان بها سليمان بن الحكم والبربر على حرب المهدي ودارت موقعة بين المهدي من ناحية وبين سليمان بن الحكم والبربر وملك قشتالة من ناحية أخرى، وهزم المهدي في الموقعة، وتولى سليمان بن الحكم الحكم في بلاد الأندلس.
كانت مملكة قشتالة تتحين الفرصة لتضرب الأندلسيين بعضهم في بعض، وتضع جيوشها وجنودها في البلاد التي كثيراً ما دفعت الجزية لملوكها من قبل.
تولى سليمان بن الحكم بن عبد الرحمن الناصر الحكم ولقب نفسه بـ المستعين بالله، وهو ما كان مستعيناً بالله، بل كان مستعيناً بملك قشتالة، وتولى الحكم في سنة (٤٠٠هـ)، وفي الفترة القادمة ما يقارب من اثنين وعشرين سنة سيتولى أمور المسلمين ثلاثة عشر خليفة، من سنة (٣٩٩هـ) بداية بـ هشام بن الحكم ثم المهدي ثم سليمان بن الحكم إلى سنة (٤٢٢هـ) يعني: في (٢٢) سنة أو (٢٣) سنة سينفرط العقد بصورة مؤسفة جداً.