[تقسيم بلاد الأندلس في عهد ملوك الطوائف]
قسمت بلاد الأندلس إلى سبع مناطق رئيسية في عهد ملوك الطوائف.
فبنوا عباد أخذوا منطقة إشبيلية، وهم من أهل الأندلس الأصليين.
وبنو زيري من البربر أخذوا منطقة غرناطة في جنوب الأندلس.
وبنو جهور أخذوا منطقة قرطبة، والذي كان منهم أبو الحزم بن جهور زعيم مجلس الشورى، فصاروا حكاماً على منطقة قرطبة.
وبنو الأفطس من البربر أخذوا غرب الأندلس وأسسوا إمارة اسمها: بطليوس، وقد تكاثروا فيها ووضعوا أنفسهم في هذه المنطقة.
وبنو ذي النون من البربر أخذوا المنطقة الشمالية التي فيها طليطلة وما فوقها.
وبنو عامر وهم العامريون وأصلهم من اليمن أخذوا شرق الأندلس، وكانت عاصمتهم في تلك المنطقة بلنسية.
وأخيراً بنو هود أخذوا سرقسطة في الشمال الشرقي من البلاد، فقسمت البلاد إلى سبعة أقسام متساوية، كل قسم فيه عنصر من العناصر، إما قبيلة من البربر أو من العرب أو من الأندلس الأصليين.
بل إن داخل كل منطقة من المناطق أكثر من دويلة، فبنو عامر كانوا مسيطرين على شرق الأندلس، وكانت شرق الأندلس مقسمة إلى أكثر من دويلة، وعلى كل دويلة رئيس من رؤساء بني عامر.
وكذا بنو جهور قسموا قرطبة إلى أكثر من منطقة.
وبنو الأفطس قسموا بطليوس إلى أكثر من منطقة وهكذا، حتى وصل تعداد الدويلات الإسلامية في الأندلس بلا مبالغة إلى (٢٢) دويلة، بالرغم من أن (٢٥%) من أرض الأندلس تحت سيطرة النصارى، و (٧٥%) من أرض الأندلس يقسم إلى (٢٢) دويلة، وأن مساحة الأندلس بكاملها ستمائة ألف كيلو متر مربع، أما المساحة التي يحكمها المسلمون فهي حوالي (٤٥٠.
٠٠٠ كيلو متر مربع) يعني: أقل من مساحة نصف مصر وهي مقسمة إلى (٢٢) دولة كاملة، كل دولة لها رئيس ولها جيش ولها أمة ولها سفراء ولها وزارات، ولها كل مقومات الدولة أو الإمارة.
فتفتت المسلمون تفتتاً لم يسبق في عهد الأندلس، وكان الهبوط على أشد ما يكون، ولو نقارن ما كان عليه الأندلس في عهد عبد الرحمن الناصر والحكم بن عبد الرحمن الناصر من العزة والقوة والوحدة، وما صار إليه من التفرق والتشتت وفقدان عنصر من أهم عناصر القوة عند المسلمين وهو عنصر الوحدة، لقلنا: ما أشبه اليوم بالبارحة.
لقد كان هذا التفرق بعد حوالي (٥٠ أو ٦٠) سنة فقط من العزة والقوة والوحدة أيام الناصر وولده الحكم.
ترى ماذا حدث بين هذه الدول المتصارعة في بلاد الأندلس؟ هل من قيام بعد هذا التفتت الشديد وهذا الانهيار المروع في بلاد الأندلس؟ هذا ما نتداوله إن شاء الله في الحلقة القادمة.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، وجزاكم الله خيراً كثيراً.