[وفاة الحاجب المنصور وتولية ابنه عبد الملك بن المنصور من بعده]
ظل الحاجب المنصور يحكم من وراء الستار من سنة (٣٦٦هـ - ٣٩٢هـ) ثم مات في هذه السنة، واستخلف على الحجابة ابنه عبد الملك بن المنصور فتولى الحجابة من سنة (٣٩٢هـ - ٣٩٩هـ) أي: سبع سنوات متصلة، وكان كأبيه في الجهاد، فقد كان يجاهد في كل عام مرة أو مرتين في بلاد النصارى، وظل عبد الملك بن المنصور يحكم من وراء الستار، وهشام بن الحكم كان عند بداية ولاية عبد الملك بن المنصور يبلغ من العمر (٣٨) عاماً، ومع ذلك لم يطلب الحكم، ولم يحاول أن ينفذ أموره في بلاد الأندلس، فقد تعود على حياة الدعة واستماع الأوامر من الحاجب المنصور وهكذا من تلاه من أولاده.
وقد كان بخلاف عبد الرحمن الداخل وعبد الرحمن الناصر الذي كان عمر كل واحد منهما (٢٥) سنة أو (٢٢) سنة، وكان كل واحد منهما يدير الأمة كأحسن ما تدار، لكن هشام بن الحكم تولى الحكم وعمره (١٢) سنة وربي على استماع الأوامر من غيره.