في سنة (٤٠٣هـ) هجم سليمان بن الحكم ومن معه من البربر على قرطبة فعاثوا فيها فساداً، قتلاً واغتصاباً للنساء، وهذا أمر في منتهى الغرابة جداً، وهذه من بذور الضعف، والقشة التي قصمت ظهر البعير كانت في وفاة عبد الرحمن بن المنصور وخلع هشام بن الحكم، لكن لم يكن هذا هو السبب، وإنما هو تملك الترف في الناس وتوسع الدنيا، ووسد الأمر إلى غير أهله، وكل هذه الأمور أدت إلى هذه الهلكة العجيبة في البلاد، ومن جديد يتولى سليمان بن الحكم الحكم في بلاد الأندلس، ومقر الحكم قرطبة، لكن البلاد تفككت، كان في قرطبة هشام بن الحكم والعامريون، ففر العامريون إلى شرق الأندلس في منطقة بلنسية وما حولها، وطرد هشام بن الحكم من البلاد ثم قتل بعد ذلك.
والمفاجأة الأخرى أن كل هذه المؤمرات والمكائد، وهشام بن الحكم بن عبد الرحمن الناصر وسليمان بن الحكم بن عبد الرحمن الناصر أخوان، فهما من أولاد الحكم بن عبد الرحمن الناصر القائد المظفر الذي استخلف على الحكم من لا يملك مؤهلات الحكم، ووسد الأمر إلى غير أهله.