[تربية الناصر التربية الصحيحة من قبل جده عبد الله بن محمد]
أولاً: يخطئ من يظن أن تاريخ عبد الرحمن الناصر رحمه الله بدأ منذ ولايته على البلاد، فقد ربي تربية جيدة لم تتكرر كثيراً في التاريخ؛ ليكون عبد الرحمن الناصر، قال النبي صلى الله عليه وسلم:(كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه).
إن لم نكن نحن عبد الرحمن الناصر، فليكن أبناؤنا عبد الرحمن الناصر، فهل نحن نعلم أبناءنا الصلاة لسبع سنين، ونضربهم عليها لعشر؟! فإياك أن تضرب ابنك على الصلاة لعشر وأنت لم تأمره بها لسبع.
وهل نحفظ أبناءنا القرآن؟ أم أن أبناءنا يحفظون أغاني فلان وعلان من المطربين والمطربات، الأحياء منهم والأموات؟ وهل نعلم أبناءنا السباحة، وألعاب القوى، والدفاع عن النفس، أو أنهم مشغولون بأفلام الكرتون والتلفزيون والكوتشينة؟! وهل يريد أبناؤنا أن يكونوا مثل خالد بن الوليد وصلاح الدين الأيوبي، وعبد الرحمن الناصر، وعبد الرحمن الداخل، أم أنهم يريدون أن يكونوا مثل مارادونا ومايكل جاكسون ومن على شاكلتهم؟ الحقيقة أن المسئولية ضخمة جداً، قال النبي صلى الله عليه وسلم:(كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته).
وعبد الرحمن الناصر رحمه الله قتل أبوه وعمره ثلاثة أسابيع فقط، فرباه جده الأمير عبد الله بن محمد ليفعل ما لم يستطع هو أن يفعله، رباه على سعة العلم وقوة القيادة والجهاد وحسن الإدارة، والتقوى والورع، والصبر والحلم، والعزة والكرامة، والعدل مع القريب والبعيد، والانتصار للمظلوم، رباه ليكون عبد الرحمن الناصر.