إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
وبعد: فمع الحلقة الرابعة من حلقات الأندلس من الفتح إلى السقوط.
ذكرنا في الحلقات السابقة أن فترة الأندلس تقسم إلى عهود بحسب طريقة الحكم والإدارة.
فالعهد الأول: وهو عهد الفتح، واستمر ثلاث سنوات وبضعة شهور، فقد بدأ من سنة (٩٢هـ) وانتهى في أواخر (٩٥هـ).
العهد الثاني: عهد الولاة، وهو أن الحاكم على بلاد الأندلس يعتبر والياً يتبع الخلافة الأموية للمسلمين، والتي كان مقرها في دمشق، واستمر هذا العهد من أواخر سنة (٩٥هـ) وأوائل (٩٦هـ) إلى سنة (١٣٨هـ)، بمعنى أنه استمر مدة ٤٢ سنة متصلة، وهذا العهد قسمناه إلى فترتين رئيسيتين: الفترة الأولى: فترة قوة وجهاد ونشر للدعوة وتعليم للإسلام، وهذه الفترة استمرت من ٩٦هـ إلى سنة ١٢٣هـ، أي: حوالي ٢٧ سنة متصلة.
الفترة الثانية: فترة ضعف وانحطاط للمستوى الإيماني، والمستوى الحضاري في بلاد الأندلس، واستمرت هذه الفترة من سنة (١٢٣هـ) إلى سنة (١٣٨هـ) أي أنها استمرت (١٥) سنة متتالية.
وفي الدرس السابق تحدثنا عن الفترة الأولى منذ (٩٦هـ) إلى سنة (١١٤هـ)، وانتهى الحديث عند موقعة بلاط الشهداء والتي كانت في منطقة تسمى بواتييه في فرنسا، ومني المسلمون فيها بهزيمة، وتوقفت الفتوح في تلك المنطقة وانسحب الجيش الإسلامي، واستشهد فيها عبد الرحمن الغافقي رحمه الله تعالى.