كذلك انظر وتفكر وتدبر مأساة بلنسية في سنة (٤٥٦) من الهجرة، فقد قتل (٦٠) ألف مسلم في بلنسية في هجوم للنصارى عليها، ولم يتحرك من المسلمين أحد، وهذا أمر في منتهى الغرابة، وما هو الشعور الذي كان عند القادة الذين كانوا يقودون البلاد في ذلك الوقت؟ وما هو شعور الشعوب وهي ترى هذه المآسي ولا تتحرك؟ فنحن رأينا ما يحدث في البوسنة والهرسك، من تحرك للبوسنة والهرسك؟ من تحرك لخمسين ألف فتاة مغتصبة؟ من تحرك لمائتين وخمسين ألف قتيل في البوسنة، وهذا غير كوسوفا وكشمير وفلسطين؟ من تحرك وأسقط رصاصة على البلاد الصربية أو الهندية أو الروسية أو غيرها؟ فنحن لا نستطيع؛ لأن تلك البلاد قوية جداً، وليست لنا بهم طاقة.
إذاً: ما نستطيع أن نقوله هو: لا حول ولا قوة إلا بالله، الله معهم، الله ينصرهم، فليست لنا طاقة في نصرهم، فهذا موقف من المواقف الموجودة في أرض الأندلس، والمواقف على ذلك كثيرة ومتعددة، فالمسلمون ليسوا فقراء، بل إنهم في منتهى الغنى.