أي الإيمان بإلهيته وربوبيته والإيمان بما ليس من صفات الْكَمَالِ مِمَّا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ وَوَصَفَهُ بِهِ رَسُولُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنَ الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى وَالصِّفَاتِ الْعُلَى، وَإِمْرَارُهَا كَمَا جَاءَتْ بِلَا تَكْيِيفٍ وَلَا تَمْثِيلٍ وَلَا تَحْرِيفٍ وَلَا تَعْطِيلٍ، وَأَنَّ كُلَّ مَا سَمَّى اللَّهُ تَعَالَى وَوَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ وَوَصَفَهُ بِهِ رَسُولُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْكُلُّ حَقٌّ عَلَى حَقِيقَتِهِ عَلَى ما أراد الله وأراد رسوله - صلى الله عليه وسلم - وعلى ما يليق بجلال الله وعظمته.
*الركن الثاني: الإيمان بالملائكة:
-وهم عِبَادِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، خَلَقَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى من النور لعبادته، ففي الصَّحِيحِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (خلقت الملائكة من نور، وَخُلِقَ الْجَانُّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ، وَخُلِقَ آدم مما وصف لكم) .
-ومما ورد في صفاتهم أيضاً أنهم أولو أجنحة كما قال عز وجل:{الحمد له فاطر السموات وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وثلاث رباع يزيد في الخلق ما يشاء ... }(١) .
-ومما ورد في صفاتهم أيضاً كيفية صفوفهم عند الله تعالى، ففي الصَّحِيحِ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (أَلَا تَصُفُّونَ كَمَا تَصُفُّ الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا؟ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ تصف الملائكة عند ربها؟ قال: (يتمنون الصفوف الأوَل ويتراصون في الصف) .