للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤-الْكُلَّابِيَّةِ أَتْبَاعِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كلاب: قالوا: إن القرآن معنى قديم لازم بذات ارب كلزوم الحياة والعلم وأنه لا يسمع منه على الحقيقة بل المسموع حروف وأصوات مخلوقة منفصلة عن الرب دالة على ذلك المعنى القديم وهو القرآن وهو غير مخلوق.

٥-مذهب الأشاعرة (وهو مذهب الأشعري (١)

قبل رجوعه لمذهب أهل السنة) : وهؤلاء عندهم أن القرآن معنى قائم بذات الرب، أما الألفاظ فمخلوقه، وذلك الكلام العربي لم يتكلم الله به ولم يسمع منه، أما المعنى فسمع منه حقيقة، وهذا من عجائبهم وافتراضاتهم المستحيلة إذ أنهم يعقلون إدراك الشيء بالحواس على وجوده، فَكُلُّ وُجُودٍ يَصِحُّ تَعَلُّقُ الْإِدْرَاكَاتِ كُلِّهَا بِهِ لذا يجعلون المعنى مسموعاً حقيقة دون أن يكون هنالك كلام ‍‍‍‍..

وكذلك قولهم في رؤية الله تعالى أن الرؤية هي رؤية لمن ليس في جهة


(١) قال محب الدين الخطيب رحمه الله بهامشه معارج القبول: المعروف من حياة أبي الحسن الأشعري أنه مرت به ثلاث أدوار:
الأول: أنه كان مع المعتزلة في البصرة.

الثاني: يقظته لفساد مذهبهم، لكنه دخل معهم في جدل طويل بأساليبهم وأقيستهم، وقد استمر على ذلك نحو عشرين سنة ألف فيها أكثر كتبه، ومن هذا الجدل مع المعتزلة ومن هذه الكتب نشأ المذهب المنسوب إليه، وهو الذي اضطر شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم إلى إدحاضه والتنبيه على ما يخالف منه مذهب السلف.
أما الدور الثالث من حياة الأشعري: فهو الذي ختم الله به حياته بالحسنى بعد انتقاله من البصرة إلى بغداد واتصاله بأهل الحديث وأتباع الإمام أحمد، وفي هذه الحقبة ألف (مقالات الإسلاميين) و (الإبانة) . ولا شك أن (الإبانة) من آخر مصنفاته إن لم تكن آخرها كما نص عليه مترجموه، ففي هذين الكتابين مذهبه الذي أراد أن يلقى الله عليه. والذي كان عليه في البصرة هو الذي اشتهر عنه وبقي منسوباً إليه وهو بريء من كبراءته من الاعتزال الذي كان من رجاله في صدر حياته.

<<  <   >  >>