للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سُورَةَ الْقَصَصِ فَلَمَّا أَتَى عَلَى ذِكْرِ مُوسَى جَمَعَ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ ثُمَّ رَفَعَ الْمُصْحَفَ ثُمَّ قال: أي شيء هذا ذكره ها هنا فلم يتم ذكره، وذكره ها هنا فلم يتم ذكره ... إلى آخره من هذه الكفريات الدالة على سوء اعتقاده. وذبحه سالم بن أحوذ بأصبهان وقيل بمرو.

-وأخذ هذا المذهب عن الجهم: بشرُ بن أبي كريمة المريسي شَيْخُ الْمُعْتَزِلَةِ وَأَحَدُ مَنْ أَضَلَّ الْمَأْمُونَ وَجَدَّدَ الْقَوْلَ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ، وَيُقَالُ: إِنَّ أَبَاهُ كَانَ يهودياً، ومات سنة ١٢٨هـ، وعن بشر أخذه قاضي المحنة أحمد بن أبي دُؤاد وأعلن به وَحَمَلَ السُّلْطَانَ عَلَى امْتِحَانِ النَّاسِ بِالْقَوْلِ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ وَعَلَى أَنَّ اللَّهَ لَا يُرَى فِي الْآخِرَةِ، وَكَانَ بِسَبَبِهِ مَا كَانَ عَلَى أَهْلِ الحديث من الفتنة، ومات سنة ٢٤٠هـ.

*اللفظية وحكمهم:

-اللفظية هم الذين يقولون لفظي بالقرآن مخلوق.

أما السؤال الذي يسأله البعض: هل لفظي بالقرآن مخلوق أم لا؟ فهذا السؤال بدعة، ولا يجاب عنه بنفي ولا إثبات لأن اللفظ يتركب من شيئين:

الأول: الْمَلْفُوظُ بِهِ وَهُوَ الْقُرْآنُ وَهُوَ كَلَامُ اللَّهِ لَيْسَ فِعْلًا لِلْعَبْدِ وَلَا مَقْدُورًا لَهُ.

وَالثَّانِي: التلفظ وهو فعل العبد وكسبه وسعيه.

-فمن قال لفظي بالقرآن مخلوق جعل كلامه تعالى مخلوقاً لأنه داخل في اللفظ، ومن هنا اشتهر عن السلف كأحمد بن حنبل وجماعة من أهل الحديث أن اللفظية جهمية. ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق، كان مبتدعاً بدعة من بدع الاتحادية (١) حيث أن تلفظ العبد الذي هو فعله داخل في اللفظ، فهذا


(١) هم الذين يقولون بوحدة الوجود كابن عربي وأمثاله ولا يفرقون بين الخالق والمخلوق بل يجعلون الوجود بأسره هو بعينه الله ويجعلون كل كلام في الوجود كلام الله، تعالى الله عن كفرهم وإفكهم.

<<  <   >  >>