للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

استأثرت به في علم الغيب عندك) (١) . كذا قوله تعالى: {إني أنا الله رب العالمين} (٢) ، {إنه أنا الله العزيز الحكيم} (٣) فيه تسميته لنفسه بذلك.

الرابع: أن المعير أغنى من المستعير، فالذين جعلوا أسماء الله مستعارة جعلوا الله عز وجل مفتقراً إلى البشر محتاجاً إليهم حيث جعلوه مستعيراً - تعالى الله عن ذلك - وجعلوا البشر معيرين.

الخامس: أن هذه الدعوى فيها استجهال الخالق سبحانه إذ كان بزعمهم هملاً لا يدري ما اسمه.

السادس: قوله تعالى في كتابه: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يوم الدين} (٤) فجعل رب العالمين هو الرحمن الرحيم وهو مالك يوم الدين، ولو كانت دعواهم صحيحة لقال: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الْمُسَمَّى الرَّحْمَنَ الرَّحِيمَ.

فأسماؤه تعالى من حيث دلالتها على الذات بمعنى واحد وكلها هي الله، و (الله) هو أحد هذه الأسماء وبأي اسم دعوت فإنك قد دعوت الله نفسه ز

قال عثمان بن سعيد الدارمي: (وَلَنْ يَدْخُلَ الْإِيمَانُ قَلْبَ رَجُلٍ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يَزَلْ إِلَهًا وَاحِدًا بجميع أسمائه وصفاته لَمْ يَحْدُثْ لَهُ مِنْهَا شَيْءٌ كَمَا لَمْ ينزل وحدانيته) .

[٦-معنى إحصاء أسماء الله تعالى التسعة والتسعين المؤدي إلى دخول الجنة:]

معناه القيام بحقها والعمل بمقتضاها جميعها، وهذا المعنى يستلزم معرفتها كلها، والإحاطة بمعانيها.


(١) حديث صحيح رواه أحمد وغيره وقد سبق، وانظر صحيح الكلم الطيب رقم ١٠٥. الطبعة الأولى - المكتب الإسلامي.
(٢) القصص: ٣٠.
(٣) النمل: ٩.
(٤) الفاتحة: ٢-٤.

<<  <   >  >>