للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[ب- الحلولية]

يَزْعُمُونَ أَنَّ مَعْبُودَهُمْ فِي كُلِّ مَكَانٍ بِذَاتِهِ وينزهونه عن استوائه على العرش وَعُلُوِّهِ عَلَى خَلْقِهِ!! وَلَمْ يَصُونُوهُ عَنْ أَقْبَحِ الأماكن وأقذرها، ويشبهون حلوله في العالم بحلول السمن في اللبن، وهؤلاء قُدَمَاءُ الْجَهْمِيَّةِ الَّذِينَ تَصَدَّى لِلرَّدِّ عَلَيْهِمْ أَئِمَّةُ الحديث كأحمد ابن حنبل وغيره، ولما حار الجهم حين سئل عن ربه قال: هو هذا الهواء في كل مكان. أما غلاة الجهمية بعد ذلك - كما قدمناه - فيقولون: ليس في داخل العالم ولا خارجه وليس على العرش ولا محايثاً ... الخ، أي أنهم يثبتون عدماً ولا يثبتون له ذاتاً، تعالى الله عن باطلهم، أما الجهمية الأوائل فيجعلون له ذاتاً حالة بكل مكان والأولون والآخرون يشتركون في نفي الأسماء والصفات من السمع والبصر والكلام وغير ذلك من الأسماء والصفات.

[جـ- الاتحادية]

وهم القائلون بأن الوجود بأسره هو الحق، وأن جميع الأضداد شيء واحد هو معبودهم وهم طائفة ابن عربي، وأصل هذا المذهب انْتَحَلَهُ ابْنُ سَبْعِينَ عَبْدُ الْحَقِّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الرقوطي نسبة إلى بلدة تدعى رقوطة، ولد سنة ٦١٤هـ وَجَاوَرَ فِي بَعْضِ الْأَوْقَاتِ بِغَارِ حِرَاءَ يَرْتَجِي الوحي بناء على اعتقاده أن النبوة مكتسبة وأنها فيض من العقل الفعال حيث كان مشتغلاً بالفلسفة، لذا فهذا المذهب متولد من مذهب الفلاسفة، وكان إذا رأى الطائفتين حول البيت يقول كأنهم الحمير حوال الْمَدَارِ، وَأَنَّهُمْ لَوْ طَافُوا بِهِ كَانَ أَفْضَلَ مِنْ طَوَافِهِمْ بِالْبَيْتِ، فَاللَّهُ يَحْكُمُ فِيهِ وَفِي أمثاله.

[د-القدرية]

وهم نفاة القدر وهم قسمان قسم نفي تقدير الخير والشر بالكلية، وجعل العباد هم الخالقين لأفعالهم خيرها وشرها فأين هؤلاء من إثبات مشيئته وإرادته

<<  <   >  >>