للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٧-ثم إنه لابد في الإيمان بالكتاب مِنَ امْتِثَالِ أَوَامِرِهِ وَاجْتِنَابِ مَنَاهِيهِ وَتَحْلِيلِ حَلَالِهِ وَتَحْرِيمِ حَرَامِهِ، وَالِاعْتِبَارِ بِأَمْثَالِهِ وَالِاتِّعَاظِ بِقَصَصِهِ، وَالْعَمَلِ بِمُحْكَمِهِ وَالتَّسْلِيمِ لِمُتَشَابِهِهِ وَالْوُقُوفِ عِنْدَ حُدُودِهِ وَتِلَاوَتِهِ آناء الليل والنهار والذنب عنه والنصيحة له ظاهراً وباطناً بجميع معانيها، وطاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيما أمر به والانتهاء عما نهى عنه، فذلك كله مأمور به في الكتاب، قال تَعَالَى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عنه فانتهوا} (١) ، وقال تعالى في التسليم للمتشابه: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ من عند ربنا} (٢) .

*الركن الرابع: الإيمان برسل الله عز وجل:

[أ- الفرق بين الرسول والنبي]

الرسول هو مَنْ أُوحِيَ إِلَيْهِ وَأُمِرَ بِالتَّبْلِيغِ، أَمَّا مَنْ أُوحِيَ إِلَيْهِ وَلَمْ يُؤْمَرْ بِالتَّبْلِيغِ فَهُوَ نَبِيٌّ فَقَطْ وَلَيْسَ بِرَسُولٍ فَكُلُّ رَسُولٍ نَبِيٌّ وَلَا عكس (٣) .


(١) الحشر: ٧.
(٢) آل عمران: ٧.
(٣) قال الدكتور عمر الأشقر - بعد أن ذكر أن ذلك القول هو الشائع عند العلماء: - وهذا الذي ذكره هنا بعيد لأمور:
الأول: أن الله نص على أنه أرسل الأنبياء كما أرسل الرسل في قوله: {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي..} ، فإذا كان الفارق بينهما هو الأمر بالبلاغ فالإرسال يقتضي من النبي الإبلاغ.
الثاني: أن ترك البلاغ كتمان لوحي الله تعالى، والله لا ينزل وحيه ليكتم ويدفن في صدر واحد من الناس، ثم يموت هذا العلم بموته.
الثالث: قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (عرضت عليّ الأمم فرأيت النبي ومعه الرهط، والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحد..) - رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي - فدل هذا على أن الأنبياء مأمورون بالبلاغ وأنهم يتفاوتون في مدى الاستجابة لهم. والتعريف المختار أن (الرسول من أوحي إليه بشرع جديد، والنبي هو المبعوث لتقرير شرع من قبله) تفسير الألوسي (١٧/١٥٧) . انظر الرسل والرسالات للأشقر ص١٤، ١٥، والنبوات لابن تيمية ص: ٢٥٥.

<<  <   >  >>