للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قَدِ اقْتَرَبَ، فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ) - وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ الْإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا - قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أنهلِك وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ: (نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الخَبَث) (١) .

-وَقَالَ تَعَالَى: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ * وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الحق ... } (٢) .

-وهم كثيرون جداً، حتى أن أوائلهم - كما في حديث النواس عند مسلم - ليمرون عَلَى بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهَا، وَيَمُرُّ آخرهم فيقول: فيقول: لقد كان بهذه مرة ماء.

*الصعقة وما بعدها من المطر بعد فناء الدنيا:

ثبت في صحيح مسلم من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنه بعد موت عيسى عليه السلام وأصحابه بالريح التي تقبض كل نفس مؤمنة يبقى شرار الخلق فِي خِفَّةِ الطَّيْرِ وَأَحْلَامِ السِّبَاعِ لَا يَعْرِفُونَ معروفاً ولا ينكرون منكراً يتهارجون في الدنيا تهارج الحمر (٣) مفتونين بما هم فيه من رزق كثير وعيش


(١) فسره الجمهور بالفسوق والفجور، وقيل: المراد الزنا خاصة، وقيل: أولاد الزنا، والظاهر أنه المعاصي مطلقاً. ونهلِكُ بكسر اللام على اللغة الفصيحة المشهورة، وحكى فتحها وهو ضعيف أو فاسد، ومعنى الحديث إذا كثر الخبث فقد يحصل الهلاك العام وإن كان هناك صالحون. انظر صحيح مسلم بشرح النووي ج١٩ ص٥، ٦.
(٢) الأنبياء: ٩٦-٩٧.
(٣) قال النووي: أي يجامع الرجال النساء بحضرة الناس كما يفعل الحمير، ولا يكترثون لذلك، والهَرْج بإسكان الراء الجماع، يقال: هرج زوجته أي جامعها يهرجها بفتح الراء وضمها وكسرها. ا. هـ. وقد سبق تفسير الرسول - صلى الله عليه وسلم - له في الحديث الآخر بالقتل -بلغة الحبشة- وفسره = =النووي في موضع ثالث بالفتنة واختلاط أمور الناس، وذلك في (فضل العبادة في الهرج) فهذا يختلف حسب المناسبة، وكلها معان للهرج. انظر صحيح مسلم بشرح النووي ج١٨ ص٧٠، ٨٨.

<<  <   >  >>