(٢) حيث قال تعالى: {وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين *رب هب لي من الصالحين *فبشرناه بغلام حليم * فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك..} ثم قال بعد ذلك: {وبشرناه بإسحاق نبياً من الصالحين} [الصافات: ٩٩-١٢٢] فهذا يقتضي أن البشرى الأولى كانت إسماعيل. وإسحاق رزق به إبراهيم على الكبر بعد إسماعيل. والله تعالى أعلم. (٣) لقوله تعالى: {وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب} [هود: ٧١] قال ابن كثير رحمه الله: ومن هنا استدل من استدل بهذه الآية على أن الذبيح هو إسماعيل، وأنه يمتنع أن يكون هو إسحاق لأنه وقعت البشارة به وأنه سيولد له يعقوب فكيف يؤمر بذبحه وهو طفل صغير ولم يولد له بعد يعقوب الموعود بوجوده، ووعد الله حق لا خلاف فيه فيمتنع أن يؤمر بذبح هذا والحالة هذه، فتعين أن يكون هو إسماعيل، وهذا من أحسن الاستدلال وأصحه وأبينه ولله الحمد، تفسير ابن كثير ج٢ص٣٩٠.