للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحسنى والصفات العلى وإمرارها كما جاءت (١) .

*تنبيهان:

أ-أسماء الله تعالى توقيفية، أي أنه ليس كل فعل يتعلق بالله يشتق له منه اسم إلا ما أثبته الله تعالى لِنَفْسِهِ وَأَثْبَتَهُ لَهُ رَسُولُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -.

مثال: قوله تعالى: {ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم..} (٢) فإنه لا يجوز اشتقاق اسم الذاهب على أنه اسم له تعالى ما دام أن الله لم يذكر ذلك اسماً له في كتابه، ولم يذكره رسوله - صلى الله عليه وسلم -.

ب-ورد في القرآن أفعال أطلقها الله على نفسه على سبيل الجزاء والعدل والمقابلة، وهي فيما سيقت له مدح وكمال، ولكن لا تطلق عليه عز وجل مجردة بدون ذكر ما تتعلق به..

مثال قوله تعالى: {ويمكرون ويمكر الله..} (٣) ، وقوله تَعَالَى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ..} (٤) ، وقوله تعالى: {الله يستهزئ بهم..} (٥) فلا يقال أنه سبحانه يمكر ويستهزئ ويخادع، ومن باب أولى لا يقال أن من أسمائه الماكر والمخادع و.. تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، لكن يصح أن يقال أنه تعالى يمكر بالكافرين، ويستهزئ بالمنافقين ... وهكذا في


(١) وليس معنى إمرارها كما جاءت، تركها بدون معرفة معناها، فهذا مذهب المفوضة، وفيه اتهام للرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه أنهم كانوا يقرءون كلاماً لا يفهمونه كما لو كان أعجمياً، ولكن المراد إمرارها كما جاءت بلا كيف مع إثبات الصفة، فقوله تعالى - على سبيل المثال - {وهو السميع البصير} [الشورى:١١] معناه مفهوم، وهو إثبات السمع والبصر لله تعالى ولكن دون تكييف.
(٢) البقرة: ٢٠.
(٣) الأنفال: ٣٠.
(٤) النساء: ١٤٢.
(٥) البقرة: ١٥.

<<  <   >  >>