معنى مشيئة العبد وقدرته على عمله أنه خالق لعمله بل الله عز وجل هو خالق العامل وعمله.
أما أهل الضلال فهم طرفان متناقضان تماماً في هذا الأمر وأهل السنة وسط بينهما، فطرف منهم يغالي في إثبات مشيئة العبد وقدرته على عمله حتى جعلوه خالقاً لعمله، وقالوا لا قدر، وهؤلاء هم القدرية النفاة الذين أطلقوا مشيئة الإنسان من مشيئة الله عز وجل وجعلوه مستقلاً بأمره كله دون الله عز وجل وطرف آخر يسلب العبد مشيئته وقدرته على عمله حتى جعلوه كالريشة في مهب الريح فليس العبد عندهم هو الذي عمل كذا أو اكتسب كذا وإنما الله -تعالى عن قولهم- هو الذي عمل الطاعة أو الحسبة واكتسب المعصية أو السيئة فأضافوا لله الفعل ولانفعال أي أضافوا إليه الخلق والعمل للمخلوق أما أهل السنة فهداهم الله عز وجل فأضافوا الخلق الذي هو فعله تعالى القائم به له عز وجل