للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَالشُّكْرِ، وَفِي غَيْرِ الِابْتِلَاءِ. وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ تُرْجَعُونَ بِتَاءِ الْخِطَابِ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ.

وَقَرَأَتْ فِرْقَةٌ بِالتَّاءِ مَفْتُوحَةً مَبْنِيًّا لِلْفَاعِلِ. وَقَرَأَتْ فِرْقَةٌ بِضَمِّ الْيَاءِ لِلْغَيْبَةِ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ عَلَى سَبِيلِ الِالْتِفَاتِ.

وَإِذا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمنِ هُمْ كافِرُونَ خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آياتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّها وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ مِنَ الرَّحْمنِ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنا لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ.

قَالَ السُّدِّيُّ وَمُقَاتِلٌ: مَرَّ الرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِأَبِي جَهْلٍ وَأَبِي سُفْيَانَ، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: هَذَا نَبِيُّ عَبْدِ مَنَافٍ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: وَمَا تُنْكِرُونَ أَنْ يَكُونَ نَبِيًّا فِي بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، فَسَمِعَهُمَا الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِأَبِي جَهْل: «مَا تَنْتَهِي حَتَّى يَنْزِلَ بِكَ مَا نَزَلَ بِعَمِّكِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَأَمَّا أَنْتَ يَا أَبَا سُفْيَانَ فَإِنَّمَا قُلْتَ مَا قُلْتَ حَمِيَّةً» فَنَزَلَتْ.

وَلَمَّا كَانَ الْكُفَّارُ يَغُمُّهُمْ ذِكْرُ آلِهَتِهِمْ بِسُوءٍ شَرَعُوا فِي الِاسْتِهْزَاءِ وَتَنْقِيصِ مَنْ يَذْكُرُهُمْ عَلَى سَبِيلِ الْمُقَابَلَةِ وإِنْ نَافِيَةٌ بِمَعْنَى مَا، وَالظَّاهِرُ أَنَّ جَوَابَ إِذا هُوَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ وَجَوَابُ إِذَا بِإِنِ النَّافِيَةِ لَمْ يَرِدْ مِنْهُ فِي الْقُرْآنِ إِلَّا هَذَا وَقَوْلُهُ فِي الْقُرْآنِ وَإِذا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً «١» وَلَمْ يَحْتَجْ إِلَى الْفَاءِ فِي الْجَوَابِ كَمَا لَمْ تَحْتَجْ إِلَيْهِ مَا إِذَا وَقَعَتْ جَوَابًا كَقَوْلِهِ وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ «٢» مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ بِخِلَافِ أَدَوَاتِ الشَّرْطِ، فَإِنَّهَا إِذَا كَانَ الْجَوَابُ مُصَدَّرًا بِمَا النَّافِيَةِ فَلَا بُدَّ مِنَ الْفَاءِ، نَحْوَ إِنْ تَزُورُنَا فَمَا نُسِيءُ إِلَيْكَ.

وَفِي الْجَوَابِ لِإِذَا بِإِنْ وَمَا النَّافِيَتَيْنِ دَلِيلٌ وَاضِحٌ عَلَى أَنَّ إِذا لَيْسَتْ مَعْمُولَةً لِلْجَوَابِ، بَلِ الْعَامِلُ فِيهَا الْفِعْلُ الَّذِي يَلِيهَا وَلَيْسَتْ مُضَافَةً لِلْجُمْلَةِ خِلَافًا لِأَكْثَرِ النُّحَاةِ. وَقَدِ اسْتَدْلَلْنَا عَلَى ذَلِكَ بِغَيْرِ هَذَا مِنَ الْأَدِلَّةِ فِي شَرْحِ التَّسْهِيلِ.

وَقِيلَ: جَوَابُ إِذا مَحْذُوفٌ وَهُوَ يَقُولُونَ الْمَحْكِيُّ بِهِ قَوْلُهُمْ أَهذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَقَوْلُهُ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً كَلَامٌ مُعْتَرِضٌ بَيْنَ إِذا وجوابه ويَتَّخِذُونَكَ


(١) سورة الفرقان: ٢٥/ ٤١. [.....]
(٢) سورة يونس: ١٠/ ١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>