للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دون تقدير محذوف أو إضمار، فمن قال: إنَّ المعنى: وجاء أمر ربك. فهذا خلاف الأصل، فلا يُعَوَّل عليه.

قَوْلُهُ: «وعلى إطلاقه دون تقييده».

الكلام فيه كالكلام في العموم، ومثاله: قوله تعالى: {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} فإنَّ الأيام مطلقة، وكقوله تعالى: {فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ} فإنَّ الأيام مطلقة أيضًا؛ لأنَّها نكرة في سياق الإثبات.

قَوْلُهُ: «وعلى أنَّه مُؤَسِّسٌ للحكم لا مُؤّكِّد».

أي: إذا حصل تردد في لفظ، هل هو مؤكد لغيره، أو مبتدأ لحكم لمعنى جديد، فإنَّه يُحمل على التأسيس والابتداء لمعنىً جديد؛ لأنَّ الأصل في كلِّ لفظ أنَّه دالٌّ على معنى جديد.

وذلك كقوله - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّما الأعمال بالنِّية، وإنّما لكلِّ امرئ ما نوى» (١)، فقد تنازع العلماء في قوله: «وإنّما لكلِّ امرئٍ ما نوى» هل هو مؤكِدٌ لمعنى «إنما الأعمال بالنية» أو مُؤَسِّسٌ لحكم جديد؟

على أصحِّ الأقوال: أنَّه مُؤَسِّسٌ لحكمٍ جديدٍ، وهو أنَّ معنى قوله: «إنَّما الأعمال بالنِّية» أي: أنَّ كلَّ عمل واقعٌ بإرادةٍ فهو بنيِّة، سواءٌ أَكان في أمور


(١) أخرجه البخاري (٦٦٨٩) , ومسلم (١٩٠٧)

<<  <   >  >>