للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قَوْلُهُ: «وتخصيص العموم».

لمَّا ذكر المصنف بحث العام وألفاظه ذكر بعد ذلك المخصِّصات، واقتصر المصنِّفُ على ذكرِ المخصِّصات المتَّصِلة؛ لأنَّ المتن مختصر.

وينبغي أن يُعلم أن المخصصاتِ نوعان:

النوع الأول: مخصِّصات مُتَّصلة: وهي التي لا تستقلُّ بنفسها.

النوع الثاني: مخصصات منفصلة: وهي التي تستقلُّ بنفسها.

وسيأتي - إن شاء الله - ذِكرُ الأمثلة على المخصِّصات المتَّصلة عند شرح كلام المصنف.

أمَّا المثال على المخصِّصات المنفصلة: قوله تعالى: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ}] النساء: ١١ [، هذا عام في جميع الأولاد، سواء كانوا مسلمين أو كافرين، لكن ثبت في البخاري من حديث أسامة - رضي الله عنه - مرفوعًا قال - صلى الله عليه وسلم -: «لا يرث المسلم الكافر، ولا الكافر المسلم» (١).

فخصَّص عموم الآية، وهذا التخصيص تخصيص منفصل؛ لأنَّه يمكن أن يَستقلَّ المخصِّصُ بنفسه، وهو حديث: «لا يرث المسلم الكافر».


(١) أخرجه البخاري (٦٧٦٤) , ومسلم (١٦١٤).

<<  <   >  >>