السليحي، ملك الشام، قد انتزح أمام بني جفنة، وداخل أطراف الحجاز، فنهض له حجر وقتله"، وأفنى بني سليح وقد أدبرت دولتهم.
وملك بعده ابنه:
[عمرو بن حجر]
وكان الذي رفع من شأنه عمرو بن أسعد تبع اليمن، وزوجه بنت أخيه حسان بن أسعد، فعظم شأنه.
وولي بعده مكانه ابنه:
[الحارث المقصور بن عمرو]
وكان قباذ ملك الفرس قد تزندق، واتبع دين مزدك الذي رأى إباحة النساء. فطالب قباذ بذلك المنذر بن ماء السماء اللخمي ملك الحيرة، فأبى وقال: للعرب غيرة لا يسوغ معها الاشتراك في النساء! فعزله وطلبه، فهرب أمامه، وأسلم ملكه.
فولى قباذ الحارث على الحيرة والعرب المعدية على أن يدخل في هذا الدين، فأجابه لذلك. وعظم قدر الحارث، وولى بنيه على بكر وتميم وتغلب وأسد وعس، ودام ذلك إلى أن ولي ملك الفرس أنوشروان بن قباذ، فرد المنذر بن ماء السماء اللخمي إلى ملكه بالحيرة وطلب الزنادقة وقتلهم بكل مكان، فهرب منه الحارث، وأدرك المنذر ابنا له فقتله.
قال البيهقي: وكان بنو جفنة، ملوك غسان، يتعصبون لملوك كندة، وبنيهم المهاداة والمراسلة، ويبغضون