ورجعت بقاياهم التي كانت في الشواهق إلى مواطنهم بعد أن دوخ بختنصر بلادهم، وخرب المعمور، واستأصل أهل حضور".
قال البيهقي: ثم إن معداً رده الله في حق بني إسماعيل، فدانت له، وملكته عليها.
قال: وحفظ عنه من الكلمات المفيدة أن أحد أعزاء العرب طلب منه أن يميل معه في الحكم وقال له: كن معي! فقال: لا أكون إلا مع من ردني إلى أن أحكم عليك وعلى غيرك بغير طاقة ولا مقدرة! فأقر ذلك الرجل، وعلم أنه مع الحق، واعترف لخصمه.
ولما حضرته الوفاة قيل له: من تقدم من ولدك على الناس، فقد جرت العادة بذلك؟ فقال: أما أنا فأريد أن أقدم قنصاً، والله يريد أن يقدم نزاراً! قم قضى نحبه.
قال صاحب التيجان: ثم ولي أمر مكة بعد موت معد ابنه
قنص بن معد بن عدنان.
[قنص بن معد بن عدنان]
ذكر صاحب الكمائم أن أخاه نزاراً كان أولى بالسلطنة منه، ولكن غلب حب قنص على قلب أبيه فولاه، وكان أيضاً أكبر ولده.