العالمين". وصرف سليمان وجهه عن ساقيها، فشعرت بذلك، فقالت: يا نبي الله، إن الرمانة لا تعلم ما هي حتى تذاق؛ فتلوم في أمرها.
ولما عزم على تزويجها صنع له الجن النورة والحمام وهو أول من عمل ذلك. وتزوجها فولدت له إرخيعم، وكانت بلقيس بمأرب، وسليمان يتردد إليها على الريح.
وقد قيل: إنه حملها إلى تدمر وقبرها هنالك، وجعل له نائباً على اليمن.
[إرخيعم بن بلقيس]
وأبوه سليمان النبي عليه السلام. ذكر صاحب التيجان أنه لما مات سليمان ملك اليمن إرخيعم المذكور، فأقام بها سنة، فأتته رسل بني إسرائيل من الشام يخبرونه أن أهل الشام ارتدوا من بعد سليمان عن دين الله وطاعة بني إسرائيل، فسار نحو الشام حتى بلغ أنطاكية، فقتله أهلها، وقتلوا من كان معه من المؤمنين. وبلغ ذلك بلقيس باليمن وقد أخذ منها الهرم، فلم يكن لها طاقة بطلب الثأر من الأرض البعيدة ولا تتبع الثوار، وتغلب كل أحد على ما تحت يده.