قال البيهقي: لما رجع إلى الشام صنع له بنو جفنه طعاماً، ووضعوا السم أمامه، فلم ينصرف إلا وقد وجد أثره وأيقن بالموت. فقال له أحد من حضره: بئس ما صنعت، لا أنت بالملك ولا أنت بروحك! فقال: هل كان لي بد من الموت؟ ولأن أموت واسمي في أسماء الملوك خير من أن يكون في أسماء أهل اللؤم والعجز والفضول! ثم قضى نحبه.
ومنهم:
[الأسود بن المطلب بن أسد]
كان من سادات قريش في الجاهلية وشعرائهم، وهو الذي صد ابن عمه عثمان المذكور عن ملك مكة.
وذكر صاحب السيرة أنه "كان قد أصيب له يوم بدر ثلاثة من ولده، وكان يحب أن يبكي عليهم وكانت قريش قد حرمت البكاء على قتلاها حتى تصيب بثأرها. فبينما هو كذلك إذ سمع نائحة في الليل، فقال لغلام له وقد ذهب بصره: انظر هل أحلت قريش البكاء والنحيب على قتلى بدر، لعلي أبكي على زمعة - وهو أحدهم - فإن جوفي قد احترق! فقال: إنها تبكي على بعير لها أضلته؛ فقال: