ليست من جماجم العرب؛ لأنها ليست لها قبائل تنتسب إليها. وكان إياد قد خرج من الحرم مع بنيه - كما تقدم - إلى جهة العراق والجزيرة. وكانت من منازلهم المشهورة في الجاهلية عين أباغ والعذيب وبارق.
وكانت لهم حروب مع جذيمة الأبرش ملك عرب العراق، ومع غيره من الملوك. وكانوا مع كسرى أبرويز على العرب يوم ذي قار، فأرسلوا في الباطن لقبائل بكر أنهم ينهزمون بالعجم عند اللقاء، ففعلوا ذلك، وكانت الكسرى على الفرس.
ثم لم يبق من إياد باقية في البادية، وتفرقوا على البلدان شرقاً وغرباً؛ ومنهم أعلام في المشرق والمغرب.
[كعب بن مامة الإيادي]
يضرب به المثل في الكرم. وفي حديثه أنه سافر مع قوم في حمارة القيظ، فاضطروا لأن قسموا الماء وكانوا يتناوبونه، وكان في القسمة مع كعب عربي من النمر بن قاسط، فكانت كلما جاءت نوبة كعب أشار له النمري أنه هالك بالعطش، وأن قسمة له يروه، فيؤثره بحظه ويقول:"اسق أخاك النمري"، إلى أن هلك كعب بالعطش، فضربت العرب به المثل.