كانوا إذا أرادوا أمراً ولا يدرون ما الشأن فيه، أخذوا قداحاً لهم فيها: افعل، لا تفعل، نعم، لا، خير، شر، بطيء، سريع؛ فيقول السادن من سدنة الأوثان: اللهم إن كان خيراً فأخرجه لفلان! فيرضى بما خرج له.
وإذا شكو في نسب الرجل أجالوا له القداح، وفيها صريح وملصق؛ فإن خرج الصريح ألحقوه بهم وإن كان دعيا، وان خرج الملصق نفوه وإن كان صريحاً.
فهذه قداح الاستقسام.
[الميسر]
وأما الميسر فإن القوم كانوا يجتمعون فيشترون الجزور بينهم فيفصلونها على عشرة أجزاء، ثم يؤتى بالحرضة - وهو رجل لم يأكل لحماً قط بثمن - ويؤتى بالقداح، وهي أحد عشر قدحاً، سبعة منها لها حظ إن فازت، وعلى أهلها غرم إن خابت بقدر ما لها من الحظ، وأربعة [تثقل] بها القداح، لاحظ لها إن فازت، ولا غرم عليها إن خابت.
فأما التي لها الحظ: فأولها: الفذ، في صدره خز واحد، فإن خرج أخذ نصيباً، وإن خاب غرم صاحبه ثمن نصيب.