تتبعت ديار بني أسد، فوجدتها _ على ما ذكره البيهقي وغيره _ فيما يلي الكوفة من البلاد النجدية، ومجاورة طيء. وقد ذكر صاحب الكمائم أن بلاد طيء كانت في يد بني أسد، فلما خرجت طيء من اليمن تحاربت مع أسد، واحتوت على الجبلين أجأ وسلمى وما قاربهما، ثم اصطلحتا على المجاورة.
ولبني أسد من القرى المشهورة: زبالة، والثعلبية، وواقصة، وغاضرة، وهي في طريق حجاج العراق. ولهم من المنازل المذكورة في الأشعار: ناظرة، والنعف، وغير ذلك مما يذكره امرؤ القيس في شعره؛ لأن أباه حجراً كان ملكهم، وكان امرؤ القيس يتردد في بلادهم، ثم إنهم قتلوا حجراً، فطلبهم امرؤ القيس بثأره كما تقدم في ترجمته، فأفنى خلقا منهم.
ثم إن بني أسد سار منهم جمع كبير في الإسلام، وافترقوا على البلاد، وكان منهم ملوك الحلة وسيذكرون. ثم خمدوا فلم تبق لهم بالبادية باقية إلا من خمل اسمه في البادين. وبلدهم الآن بنجد قد احتوى عليه طيء وبنو عقيل.