تتكرم ببناتها عن العجم فلا آمن أن يغبهن، ويكون معي رجل من حرسك يفقه العربية؛ فكان ذلك.
وشق [ذلك] على النعمان وقال لزيد: أما كان في عين السواد وفارس ما تبلغون به حاجتكم؟ فقال الرسول لزيد: ما العين؟ قال: البقر! ثم انفصلا عنه، وكتب إلى أبرويز بالاعتذار.
فلما رجعا إلى كسرى قال زيد للرسول: اصدق الملك! فأخبره بما سمع منه، وأنه قال: أما في بقر السواد ما يكفيه حتى يطلب ما عندنا؟ فظهر الغضب في وجه أبرويز وتغير عليه، وبلغ ذلك النعمان فاستعد لوقوع البلاء.
وبعد أشهر كتب إليه أبرويز يستدعيه، فجمع ماله وأهله، وسار إلى جبل طيء ليجيروه، وكان عنده بنت سعد بن حارثة بن لأم، فلم يجيروه. فسار إلى سيد بني شيبان، فترك عنده ماله وأهله وسار إلى أبرويز، فلقي عدي بن زيد على قنطرة ساباط، فقال: انج نعيم، فقد والله وضعت لك أخية لا يقطعها المهر الأرن.
فلما بلغ كسرى أنه بالباب بعث إليه من قيدع وحمله إلى خانقين، فلم يزل في سجنها حتى وقع الطاعون فمات،