وذكر أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال:[أخبرني عبد مناف عن أبيه عبد المطلب بن هاشم أنه قال] : أدركت الحكماء المعمرين، وأهل الآثار بالعلم الأول من أهل تهامة، يذكرون غربة الحارث بن مضاض الجرهمي الملك المتوج، فإن الحارث قال لإياد: كنت ملك مكة وما والاها من الحجاز إلى هجر وحصن العلمين إلى مدين، وكنا أهل تيجان. وذكر أنه قال هذا الشعر عند موته:
أموت فقيداً والعيون كثيرة ... ولكنها جهلا علي جوامد
ولكن ستبكيني الغمام بدمعها ... وتشجى على قبري البروق الرواعد
تمادت بي الأيام حتى تركنني ... كمثل حسام أفردته القلائد
يهنا بي الأعداء يرزا بي الندى ... ويأمن كيدي الكاشحون الأباعد
قالوا: وبلغ الحارث بن مضاض في غربته إلى ما نطق به قوله:
تجشمت من كرمان كل تنوفة ... وجاوزت حد القصر من أرض فارس